امیر مسروری * : ربما الکثیر من الافراد سالوا انفسهم ما هی الثمره و النتیجه التی حققها الاسلام للناس و الذی هو حاکم کل القوانین. و ما الطرق التی اظهرها لتحقیق السعادة.

فی الواقع المسالة التی یسعى الیها الغرب بکل قواه ان یظهر صورة تجریدیة للثورة الاسلامیه.

یرید الغرب بکل قواه ان یلقن للاذهان ان الاسلام کباقی المکاتب الفلسفیة المختلفة غیر عملی و فاقد لاسس عملیة و واقعیة ملموسة و الثمرة الوحیده منه هو الحضور للمراکز العلمیة و لیس مراکز اتخاذ قرار .

وفقا لذلک هناک مدخلین مهمین یستعلمهم الغرب لتشویه سمعة الثورة الاسلامیة و الخطاب الفکری الحاکم وهما:

الف: تدمیر صورة العلماة و القادة العلمیین الکبار فی البلد.

ب: تحقیر انجازات الثورة الاسلامیة.

فی الواقع الغرب مع کل القدرة التی یملکها کما ارانا فی نموذج الصناعة الذریة هدفه الاساسی هو تخریب الانجازات العلمیة و تهمیش انجازات العلماء الداخلیین المتشبثین بالثورة و ایران.

الغربیین یصورون صورة معینة و کل شیء خارج هذه الصورة هو رذیل و له رائحة نتنة و افضل طریقة لالقاء هذه الافکار هو عنصر الاعلام و المتفکرین الداخلیین الذین لا یفقهون معنى للمفکر.

الافراد الذین کانوا یقولون سابقا النفط له رائحة و الان یقولون النووی او (العلم الذری) لا فائدة منه ما هو الا مثال على التفکیر الراسمالی اللیبرالی الذی یرید ان یسیطر على الخطاب الثوری الحاکم.

یتعبیر اخر وقوف القیاده العلیا على رأس الانجازات المختلفة للدولة و اظهار هذه الانجازات للامة لبسان بسیط ماهی الا محاولة لتغییر بکل قوة لعبارة (انتم غیر قادرن) المفروضة منذ مائة عام  على الامة الى عبارة (نحن قادرون) و تحت هذه الظروف فأن هذه افضل حرکة (حرکة فی المنظومة الفکریة الفکریة الاسلامیة) التی تؤدی الى احترام الذات الوطنی و الدینی و بناءًا على ذلک یمکن ان تقول ان هنالک اربع رؤى للتقابل مع المؤلفات و التقدم الغربی فی الداخل و هی کالتالی:

1-نفی کامل للغرب

هی اسوء نظرة , فهی رؤیة غیر عقلانیة و متخلفه تنکر ای اقلیم اخر غیر مسلم او مشید من قبل غیر المسلمین. فالنظرة النقدیة لهؤلاء الاشخاص ینکر ای عمل و تعتبره مخالف للمبادئ الاسلامیة الموجودة فی فترة صدر الاسلام و مدعی هذا الاسلام هو ما یجب ان یعرف بالاسلام السلفی و معتنقی هذا النوع من الاسلام من متحجری الفکر اختاروا العزله بدل التعقل واطلاق احکام تکفیریة للظواهر المختلفة بکل بساطة .

رداً على هذا التفکر باختصار یمکننا القول:

الف: هناک روایات متعددة لکسب لعلم. من الحدیث الشریف اطلب العلم و لو فی الصین الى انظر الى ما قال و لا تنظر الى من قال و هذا خلاف کامل للنظریة الاولى.

التعقل و التدبرو الحکمة و اصالة الخیر و الشر شیء بدیهی. فاذا کان هناک شخص غیر مسلم توصل الى نتیجة عقلانیة باتباع اسس عقلانیة و منطقیة فیریدون ان ینفوه او ینکروه فمثلا اذا الشخص استفاد من کل شیء صغیر کان او کبیر و وصل الى نتیجة متقنة هل تعد خاطئة؟ فالجواب و هؤلاء یریدون ان یحکموا خلاف العقل. فیکف ممکن ان تتقبل الاسلام الذی لیس لدیه برنامج لکل الشؤون و هو یدعی الکمال و لیس لدیه ای توصیة او برنامج او طرق حل بالنسبة للمشاهدات.

2- التقبل التام للغرب:

مقابل الفئة الاولى هناک فئة تحلم بالعدل الامریکی. العدل الذی بتعبیر الامام الراحل (خضوع الامم امام الغرب, و کل ما اعطاه ایاه هو صحیح و کل ماهو مقبول عند الغرب هو المقبول).

فی الواقع ان هذا التفکیر لا یختلف عن تفکیر الفئة الاولى و انسداد طرق التعقل فی الفئتین موجود.

ولجواب هذه الفئة :

الف : تاریخ 1400 سنة للاسلام هو خیر دلیل لانجازات البشریة. لسنین طویلة کانت العلوم و التکنلوجیا و الانجازات الثقافیة بید المسلمین و کانت العربیة لها الید العلیا فی اللغات بالتاریخ . من طرف ان الغربیین انفسهم یقرون بهذه المسالة حیث کانوا یخلدون ذکرى العلماء العرب الکبار. امثال ابوعلی سینا,زکریا الرازی, خواجه نصر الدین و مئات الاشخاص الذین هم جزء بسیط من القائمة الطویلة لعلماء العرب و لسنین طویلة کان الغرب یترجمون نصوص المسلمین لفهم ما یجرى حولهم لیستطیعوا ان یفمهوا وسط وحشیة القرون الوسطى شیء من الانسانیة, اما ما سبب السقوط هو القاء الیأس و تخریب و تشویه وجهة العلماء المسلمین لیظهروا للامم ان المسلمین غیر قادرین على الحصول على الانجازات العلمیة الکبیرة.

ب: العقل و الحکمة و المثابرة لیس حکر للغرب. من طرف اخر اذا کان المنظور للعلم و نتائجه العلمیة هو تطابقه مع العناصر التجربیة فأن مدعی هذه النظریة علیهم ان یلقوا نظرة الى اجوبة کبار  الفلاسفة و الفکر الاسلامی  وحتى الغربیین للعناصر التجریبیة و التفکر الواقعی الایجابی و تغییرات العلم و العرفة فی هذه الدائرة.

3- التعریب بأی شکل من الاشکال:

و هناک فئة ثالثة لیس وجه اختلاف لها مع الفتئتین السابقتین و عملهما هو معالجة النصوص و الصاق ای عبارة بکلمة اسلامیة و دینیة و بذلک فهم مثل الفئتین السابقتین اضافة لتعطل العقل و التفکر لدیهم ظاهریا فهم متخذین الطریقة الوسطى بین الفئتین.

فی هکذا ظروف ترى بدلا عن تدوین النصوص الدقیقه و العملیة من المنابع الاصلیة و الدینیة ترى کتب باسم (البنوک الاسلامیه) , (و السوق الاسلامی )و غیرها... اما فی الحقیقه فهو یترجم الراسمالیة الغربیة او السوسیال الفاشل فقط بالاستناد على روایة او ایة واحدة فقطو یعطون ذلک لمتناول الشباب و الراغبین کبدیل للخطاب و المنظومه الفکریة.

تکرار سمعنا (هلموا بنا لنصنع ایران یابانیة) او نأخذ نموذج الدولة الفلانیة لنستخدمها بعنوان النموذج الاقتصادی.

وبالاخر ذلک لیس له دلالة الا لسقوط الخطاب الداخلی للثورة و على هذا الاساس لجواب هؤلاء الافراد یجب ان یکون هناک توجه و بیان لنقطتین و هما :

الف: خلط و التقاط علمین یحتاج الى التحقیق و التفحص فی هذین العلمین بالظروف المتحققة , الفلسلفة الوجودیة , و عشرات المتغیرات الاخرى. کیف لعلمین و معرفتین متکونتین على اساس المفاهیم و العناصر التجربیة یقاس مع معرفة التی عناصر کاملا عقلانیة و منطقیة و خارجة عن المحاسبات الحسیة.

ب: طریقة هذه الفئة لا تفرق عن الفیة الثانیة. فهولاء الافراد فقط یعالجون النصوص و لکنهم فی الواقع یعملون عمل الفئة الثانیة نفسه و الاشکالات التی اوردناها فی الفئة الثانیة تنطبق على هذه الفئة ایضاً.

ج: الاضرارالتی تلحقها هذه الفئة بالمعرفة الاسلامیة اکثر بمراتب عن النافین و حتى المتقبلین للغرب کاملاً بدون نقاش.

فی الواقع هذه الفئة یسببون ضرر کبیر  للفکر الاسلامی و التی لم یکن فی وسع ای خطاب اخر على التسبب بهکذا ضرر.

4- البحث و الاکتشاف:

الفئة الاخرى التی سلکوا طریق الحق اتخذوا الطریق المتعادل و الواقعی هؤلاء الافراد لا ینکرون الغرب میة فی المئة و لا یصدقوه مئة فی المئة هؤلاء یستجیبون الى المؤلفات الموضوعه امامهم بواسطة الدینامیکیة الفقهیة.

فی الواقع الفئة الرابعة هم الافراد الذین یریدون ان یقفوا امام الفئاة الثلاثة السابقة بجانب الانظمة الفکریة المتعارضة کالرأسمالیة و السوسیالیة و یعطون اراء فکریة موحده علمیة. على هذه الاساس نرى ان اکثر الهجمات العلمیة و الشبهات المختلفة تنظم على هذه الفئة بواسطة المدافع الاعلامیة .

وفقا لذلک الغرب لاجل تحجیم هذه الفئة یتخذ الطریقتین السابقتین و یستعمل کل الطرق لضرب هذه الفئة.

هذه الفئة اتخذت لها ارضیات و التی یمکن استخدامها کارضیات للمنظومة الفکریة الاسلامیة .

1-   الفکر و الخطاب و رؤى الکبار و علماء الاسلام و الذی بعضهم کان لدیهم نظریات متقنة و غیر قابلة للنقد و التی قادرة تعطی طبیعة اجمالیه و حتى تفصیلیه من مفهوم مدینة النبی و السیرة العلویة. وجود هذه الاراء تعطی فکرة للمتفکر فی صناعة الدولة و النظام لیکون لدیهم اقوى استنتاج .

2-   الاعتراف بالهویة هی احدى النقاط المهمة لصناعة الخطاب و صناعة الفکر. فی کل نظام فکری معرفة الهویة و الارضیات المکونة لهذه الهویة و بذلک یمکن الاعتماد علیها

* رئیس مرکز لدرسات العالم الاسلامیه